كشفت القوات الأمريكية سجنين سريين جديدين في مدينة تلعفر بالقرب من مدينة الموصل وعثرت فيهما على 119 معتقلا تمارس ضدهم عمليات تعذيب شبيهة بما جرى بسجن الجادرية في بغداد الذي أثار مخاوف حول خرق حقوق الانسان في العراق من جديد .ونقلت معلومات بشأن هذين المعتقلين السريين عن مترجم عراقي يعمل مع القوات الأمريكية في العراق أكد ان السجنين السريين يجرى فيهما تعذيب مواطنين عراقيين من سكان مدينة تلعفر وخارجها. وأوضح ان الاول عبارة عن قبو تحت الارض قرب مركز شرطة تلعفر والآخر في أحد مقار حزب البعث المنحل وسط المدينة والذي تتخذه قوات من الداخلية مكانا للاحتجاز .وأضاف ان السجنين يحتويان على 119 معتقلا بينهم طلاب كليات وعلماء دين ومدرسين في مدارس المدينة موضحا أن القوات الأمريكية نقلتهم الى احدى قواعدها خارج تلعفر إلى الشمال الشرقي من المدينة. وكشف المترجم عن قيام القوات الامريكية التي داهمت المكان في مهمة وصفها بالروتينية باعتقال عدد من الأشخاص كانوا يشرفون على هذين السجنين وقال ان القوات الأمريكية دعت وعبر مكتب قائم مقام المدينة المعين من قبلها أقارب المعتقلين للتوجه إلى قاعدتها الرئيسة للتعرف على جثث ستة من المعتقلين قتلوا خلال التعذيب وتحتفظ قوات الاحتلال بجثثهم داخل القاعدة في ثلاجات خاصة . ولم ينف أو يؤكد الناطق الاعلامي لوزارة الداخلية العميد عدنان نعمة ما نشرته صحيفة محلية واكتفى بالقول " لا تعليق". وتحت وطأة فضيحة سجن الجادرية لم تنجح جهات حكومية نافذة تقديم احد المسؤولين الكبار في وزارة الداخلية "كبش فداء" لها، ما دفعها الى تأجيل اعلان نتائج لجنة التحقيق التي يرأسها روز نوري شاويس نائب رئيس الوزراء مرتين الاولى لوفاة والدته والثانية بذريعة " تمَّ الاتفاق علي تأجيل اعلانها الي ما بعد الانتخابات منعاً للافادة منها سياسياً من اي طرف مشارك في سباق الانتخابات".
كما كتبت سهر العامري في موقع الحوار المتمدن :
لقد شاهد الرأي العام العالمي في أصقاع كثيرة من هذا العالم أولئك العراقيين الذين سلخت جلودهم في سجن الجادرية السري ، وعلى أيدي أفراد من المخابرات الإيرانية الذين استعان بهم صولاغ ، واليوم ها هو سجن سري آخر يٌكتشف في بغداد ، وفي أحد قصور عدي بن صدام الساقط ، والقصر هذا يدعى قصر القباب ، ويقع قرب المسبح ، وفي الكرادة من بغداد ، ويصف الخبر ذاك السجن هذا إنه ( سجن كبير أشبه بسجن الجادرية يُحتجَز فيه أكثر من 300 معتقل تطالهم يد التعذيب الذي غالبا ما يشترك فيه ضباط إيرانيون ، أو أشخاص يتحدثون اللغة الفارسية دون أن يتم إعلام قوات التحالف بهم أو إدراجهم ضمن قائمة المعتقلين. ) ويمضي الخبر فيقول (المصدر أن السجن يحمل غطاءً رسميًا تحت اسم سجن الأمن الاقتصادي إلا أنه معتقل خاص بفيلق بدر ومغاوير الداخلية، مشيرًا إلى أن سبع نساء وعددًا كبيرًا من السجناء أمضوا مدة عام كامل رهن الاحتجاز داخل ذلك السجن وأن بعضهم لم يرَ نور الشمس منذ أشهر، بحسب وصفه. ) وهذا السجن هو واحد من سجون سرية عديدة أنشأها صولاغ في بغداد ، واللطيفية ، والسيدية ، والمدائن ، وفي ظل الاحتلال الأمريكي للعراق ، وذلك من أجل تعذيب وقتل العراقيين ، هؤلاء العراقيون الذين صارت تنهش أجساهم كلاب كثيرة ، ومن جهات متعددة ، فقتل البريء منهم دون جريرة ، وتساوى الموت عندهم بين الرجال والنساء ، والشيوخ والأطفال ، حتى صار الموت ذاك هو عنوان الحياة في بلدهم اليوم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق