وكالة أور الاخبارية: هل تتحول امانة بغداد الى (ملجأ الجادرية) بعد تولي عبعوب؟!

فيما حسم رئيس الوزراء نوري المالكي موضوع أمانة بغداد باسناد منصب الامين الى الوكيل الفني نعيم عبعوب الكعبي، أثار القرار موجة نقد ممزوجة بالمخاوف لدى البغداديين، من ان يصبح عبعوب ذراع المالكي التي يبطش بها ليُسكت معارضيه.


واعرب قادة الحراك الشعبي في بغداد وناشطون مدنيون من قادة التظاهرات، عن خشيتهم، من ان يكون تسلم عبعوب منصب أمين بغداد، خطوة لتصفية منتقدي سياسة المالكي، والفشل الحكومي الذي رافق ولايتين له استمرتا حتى الان سبع سنوات.

وقال أبو عمر الاعظمي أحد قادة الحراك الشعبي في بغداد، لوكالة (اور): " ان ابرز مخاوفنا نابعة من ان يُسخّر السيد المالكي امكانات امانة بغداد (الامنية) لتصفية الناقمين على فشل الحكومة في الأمن وتوفير الخدمات الاساسية للمواطنين". وعّد ان قرار المالكي خطوة ذكية، أقدم عليها في مرحلة حرجة من ولايته الثانية، لاسيما وان جميع المؤشرات تشير الى سعي المالكي للفوز بولاية ثالثة". ويأتي تخوف قادة الحراك الشعبي والتظاهرات، كما يقول الأعظمي، من ان عبعوب يعد عضواً فاعلاً في حركة عصائب اهل الحق بزعامة قيس الخزعلي.

وكان نعيم عبعوب قد انضم الى عصائب أهل الحق مطلع آب عام 2012، بعد ان طُرد من التيار الصدري بتهمة الفساد المالي والإداري. وليست مخاوف البغداديين من عبعوب، تنبع فقط من انتمائه لحركة العصائب، كما يقول جمال المشهداني أحد الكوادر الوسطية في جبهة الحوار بزعامة صالح المطلك، وانما  "في ان تتحول بناية امانة بغداد الى معتقل شبيه بملجأ العامرية ابان تولي باقر جبر صولاغ وزارة الداخلية في حكومة الجعفري". ويضيف المشهداني القول: ان امتلاك امانة بغداد قوة أمنية خاصة بها، يُمكّن عناصر العصائب من التسلل اليها أو العمل تحت غطائها لتنفيذ أجندة المالكي للفوز بولاية ثالثة.

وكانت قوة اميركية داهمت مساء يوم الأحد الموافق 13 تشرين الثاني 2005 ملجأ الجادرية ببغداد, وعثرت على نحو (176) معتقلاً عراقياً داخل غرفة ضيقة وقد تحولوا إلى بقايا بشر نتيجة سوء التغذية والتعذيب الشديد الذي تعرضوا إليه.

يشار الى ان أمانة بغداد، ومنذ تأسيسها، تمتلك قوة أمنية خاصة بها تضم نحو 4000 عنصر من المراتب والضباط، وربما هذا هو السبب الذي يجعل رئيس الوزراء نوري المالكي يرفض بشكل قاطع، كما يقول المشهداني، اسناد منصب امين بغداد الى أي من مرشحي المجلس الاعلى، مدللاً على صدقية طروحاته بتصريحات النائب عن ائتلاف دولة القانون شروان الوائلي بشأن تعيين عبعوب امينا لبغداد، الذي قال فيها: "أنا على يقين ان رئيس الوزراء غير مقتنع تماما بشخصية عبعوب كأمين لبغداد وانا على اطلاع تام برأي المالكي وقناعاته بعمل امانة بغداد والخلل الكبير فيها خاصة حينما سلمته بعض ملفات فسادها شخصيا ووضعتها بين يديه. ولكن هذا الاجراء جاء لضرب مايسميهم رئيس الوزراء بالخصوم السياسيين وهي طريقة يعتمدها المالكي في بعض الاحيان كأجراء يفتقر الى التشخيص الدقيق والقناعة التامة ولكنه يشجع ويحتضن مايسميهم اهل المواقف بغض النظر عن فسادهم فشلهم".

الى ذلك، طالبت تنسيقية بغداد تنظم تظاهرة لمطالبة المالكي بالتراجع عن قرار تعيين (عبعوب) امينا لبغداد تنسيقية بغداد رئيس الوزراء بالتراجع عن قراره غير القانوني بتعيين الوكيل الاداري لامانة بغداد نعيم عبعوب امينا لبغداد وكالة، ووصف الناشط جلال الشحماني القرار بـ "الشخصي وغير القانوني لانه لم يصوت عليه من قبل مجلس الوزراء, اضافة الى ان المنصب يجب ان يسند الى وزير او من هو بدرجة وزير". وقال ان "الحاج" عبعوب يُعتبر المسؤول الأول عن توفير الخدمات البلدية لسكان العاصمة وهو ما فشل فيه طيلة ثماني سنوات تقريبا منذ توليه هذا المنصب، وهي الفترة نفسها التي قضاها المالكي في رئاسة الوزراء.