الاثنين، 28 أبريل 2008

- الدوافع الأميركية للكشف عن فضيحة التعذيب

قناة الجزيرة : برنامج ما وراء الخبر


فضيحة تعذيب المعتقلين في العراق

مقدم الحلقة: جمانة نمور
ضيوف الحلقة:
- لاري كورب/ مساعد سابق لوزير الدفاع الأميركي
- محمد الشيخلي/ حقوقي عراقي

- علي الأوسي/ المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق
تاريخ الحلقة: 16/11/2005


- الدوافع الأميركية للكشف عن فضيحة التعذيب
- الانعكاسات السياسية للفضيحة داخليا وخارجيا

جمانه نمور: أهلا بكم، نحاول في حلقة اليوم التعرف على ما وراء الفضيحة التي أثارها دهم القوات الأميركية مركز احتجاز تابع لوزارة الداخلية العراقية في قلب بغداد تبين أن مائة وسبعين معتقل داخله كانوا يتعرضون لتعذيب وحشي ونطرح فيها تساؤلين اثنين، ما الذي يدفع الأميركيين الآن إلى إثارة فضيحة حول انتهاكات حقوق الإنسان في العراق؟ وأي انعكاسات يُنتَظر أن تكون لهذه الفضيحة على الساحتين السياسيتين الداخلية والخارجية؟ الولايات المتحدة الأميركية عبرت عن قلقها إزاء انتهاكات بحق أكثر من مائة وسبعين معتقل كانت تحتجزهم قوات الأمن العراقية في بغداد داخل مبنى تابع لوزارة الداخلية فيما بادر الجيش الأميركي بالتحقيق في القضية التي اعترفت بها حكومة الجعفري وأمرت هي الأخرى بالتحقيق في الموضوع إلا أن السؤال يظل قائم حول الفضيحة وتداعياتها في الداخل العراقي وفي الولايات المتحدة.
[تقرير مسجل]

مكي هلال: فصل جديد من صفحات التعذيب في العراق لا علاقة له بسجن أبو غريب، الضحية والجلاد عراقيان هذه المرة لكن مَن كشف الأمر أيدي أميركية أما المكان فليس معتقل، صدمة للضمائر خلفتها عملية كشف عن محتجزين يزيد عددهم عن المائة والسبعين داخل قبو تابع للداخلية العراقية، القوات الأميركية قالت إنها تلقفت طرف الخيط حين كانت بصدد البحث عن صبي مختف يصر أهله على وجوده داخل مبنى تابع لمجمع وزارة الداخلية العراقية بالجادرية وسط بغداد، إلا أن اقتحام المكان أيا كان سبب الأميركيين الذين يواجهون أيضا تهم مماثلة بتعذيب وإخفاء معتقلين كشف عن زنزانة تحت الأرض تضم معتقلين يعانون من سوء التغذية وأثار التعذيب والضرب معظمهم من العرب السنة واحتُفِظ بهم دون مذكرات اعتقال تحت تهمة الضلوع في أنشطة مسلحة لها علاقة بالإرهاب. مصادر عراقية مسؤولة أكدت نقل المعتقلين إلى ما وُصِف بأنه موقع أفضل لتلقي الرعاية الطبية فيما سارعت حكومة الجعفري إلى الأمر بإجراء تحقيق في هذه الانتهاكات التي دارت وقائعها داخل مبنى تابع لوزارة الداخلية العراقية يرى عراقيون سنة أن الشيعة يسيطرون عليه وأن ميليشية بدر التابعة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية تتخذ من بعض مباني الوزارة أقبية لتعذيب معتقلين من السنة غير أن هذه المنظمة تنفي ذلك، فتْح مثل هذه الملفات الآن وقبل الانتخابات القادمة في العراق رأى فيه البعض نقاط استفهام كبرى حول دوافع أميركية لتحسين صورتها لدى العراقيين ومحاولة لاستمالة العرب السنة قبيل موعد الانتخابات، لكن شقا آخر يذهب إلى أن الغرض من عملية الكشف هذه إحراج حكومة الجعفري التي لا تتمتع بالرضا الأميركي الكامل بينما يرجح آخرون أن يكون الدافع الرئيس إطالة أمد البقاء في العراق وتأجيل الحديث عن أي إمكانية للانسحاب حتى داخل الولايات المتحدة في ظل أوضاع إنسانية وحقوقية متردية تعصف بالعراق
الدوافع الأميركية للكشف عن فضيحة التعذيب

جمانه نمور: معنا في هذه الحلقة من واشنطن الدكتور لاري كورب المساعد السابق لوزير الدفاع الأميركي ومن بغداد الحقوقي محمد الشيخلي من مركز دراسات العدالة وعبر الهاتف من لندن الدكتور علي الأوسي عضو المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، دكتور لاري في واشنطن استمعنا إلى بعض وجهات النظر أو العديد من النظريات إن صح التعبير للدوافع الأميركية وراء الكشف عن الموضوع وذهاب الأميركيين إلى هذا المبنى، ما رأيك بها وهل لديك نظرية أخرى؟

لاري كورب- مساعد سابق لوزير الدفاع الأميركي: لقد اكتشفوا هذا المعتقل عن طريق الصدفة ولو حاولوا تغطيته ثم كُشِف لكان ذلك فيه ضرر كبير على صورة أميركا في العالم الإسلامي بعدما حصل في غوانتانامو وأبو غريب لذلك أعتقد أن جنرال هورس كان محقا في كشف هذا الموضوع وبقوله بأنه سيبحث عن المزيد مثل أماكن الاعتقال هذه التابعة لوزارة الداخلية.

جمانه نمور: تقول هو عن طريق الصدفة إذا ما اعتمدنا القصة التي تقول إنهم كانوا يبحثون عن صبي ولكن المتحدث باسم البنتاغون السيد براين ويتمان نفسه قال بأن القوات الأميركية والعراقية اشتبهت بوجود أشخاص يتم إساءة معاملتهم هناك، لما التناقض أصلا؟

لاري كورب: لقد اكتشفوا هذه المنشأة بالذات بطريق الصدفة فكما قلت كانوا يبحثون عن صبي لأنه والدته كانت قد اشتكت إليهم بأن ابنها مفقود ولهذا السبب دخلوا المنشأة ولا أعتقد أنهم كانوا يتوقعون أن يجدوا مائة وسبعين شخصا يعامَلون معاملة سيئة وبشكل فظيع ولهذا السبب أعتقد أنه من باب الصدفة جرى اكتشافه والآن أعتقد.. ستجدين أن القوات الأميركية ستتخذ أسلوبا أكثر هجوميا في البحث عن مثل هذه المناطق أو منشآت الاعتقال.
جمانه نمور: ما رأيك سيد محمد الشيخلي في بغداد؟
محمد الشيخلي- حقوقي عراقي: بسم الله الرحمن الرحيم، أنا ابتداء استغرب أنه اكتشف هذه الحالة وهي في مديرية الاستخبارات الداخلية حصرا كانت على يد قوات الاحتلال الأميركية فمن الأجدر بقوات الاحتلال أن تفتح المعتقلات السرية الموجودة داخل العراق لمنظمات حقوق الإنسان كي يطلع الجميع على ما يجري بها من انتهاكات خطيرة بحق الإنسان العراقي ولكننا بنفس الوقت نستنكر ما ظهر اليوم على شاشات التلفزة من انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان علما بأن الشارع العراقي يعلم بوجود هكذا معتقلات داخل العراق ومنظمات حقوق الإنسان تعاني ما تعاني خلال هذه الفترة الماضية من حالات الاختفاء وحالات انتهاك حقوق الإنسان الخطيرة المخالفة لكل القوانين الدولية، هذا من ناحية من ناحية أخرى نجد بأن وزارة الداخلية ليس العمل الذي ظهر على هذه الشاشات هو عمل مؤسساتي منظم كما ظهر في فضيحة أبو غريب السابقة.. نجد أن بعض الجهات في وزارة الداخلية ومنها الاستخبارات الداخلية التي ظهرت الصور فيها وفي معتقلها في منطقة الملجأ في الجادرية هي التي قامت بهكذا أعمال ولكن بنفس الوقت من خلال متابعتنا الدقيقة لدينا حالات إيجابية.. فيه قيادات كثيرة تابعة للداخلية العراقية ومنها قيادة قوات البركان الذي قام قائدها بفتح المعتقل قبل مدة طويلة أمام كل المنظمات الإنسانية ودعا الجميع إلى الحضور إلى مقر لواء البركان للإطلاع على المعتقل علما أن عند زيارة..
جمانه نمور [مقاطعةً]: إذاً يعني..
محمد الشيخلي [متابعاً]: أرسلنا وفد.. نعم.
جمانه نمور: يعني الموضوع الداخلي سوف نناقشه في الحلقة ولكن إذا ما عدنا إلى السؤال الأول الذي طرحناه إذا كان فعلا الشارع العراقي يعلم كما ذكرت والقصة هي ليست بجديدة، لمّا فتْح الملف الآن أميركيا؟
محمد الشيخلي: طبعا هنالك جانبا سياسيا كما تفضلتم في تقريركم، هنالك جانب سياسي بأن حكومة الجعفري قد يكون عليها علامات استفهام كثيرة من قِبَل الجانب الأميركي ولكنني بنفس الوقت أُذَكِر رئيس الوزراء الذي طالب اليوم بفتح تحقيق حقيقة حول هذا الموضوع بأنه أين مبدئية حزب الدعوة الذي ينتمي إليه؟ لدينا الآن انتهاكات خطيرة داخل العراق، المتضرر الأول والأخير هو الإنسان العراقي، نعم هنالك جانب سياسي في هذا المجال سواء رضيت قوات الاحتلال على هذه الوزارة أو تلك ولكن هذا مَن يدفع ثمنه؟ يدفع ثمنه الإنسان العراقي دائما وهذا ما نخشاه ونتمنى ألا يتكرر لأن الضحية والجلاد هو الآن الإنسان العراقي، سبق وأن ظهرت فضيحة أبو غريب.. كان المحتل قوات.. الاحتلال هي التي تقوم بهكذا انتهاكات ولكن قوات الاحتلال خلال هذه الفترة عندما أظهرت هذه الصور وخلال هذه المدة القريبة على انتخابات المجلس النيابي يبدو أن هنالك شيئا في الجعبة الأميركية..
جمانه نمور [مقاطعةً]: لنسأل دكتور علي برأيه ما هو هذا الشيء؟
محمد الشيخلي [متابعاً]: تجاه بعض التيارات داخل العراق وتأثيرها في الانتخابات القادمة.
جمانه نمور: نعم.. دكتور علي ما هو هذا الشيء برأيك؟

علي الأوسي- المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق- بغداد: في الواقع يعني إذا نظرنا إلى الأمر لا نعتقد أن أي عراقي يؤمن ويرحب بإيذاء إخوانه العراقيين.. مطلقا، نحن ننتظر اللجنة.. نتائج اللجنة التي دعا إليها السيد رئيس الوزراء والسيد وزير الداخلية للتحقيق وللخروج بنتائج حقيقية، أنا أعتقد يعني هناك فرق بين نتائج لجنة متخصصة وبين تصعيد إعلامي وضجيج من هنا وهناك تتداخل فيه التوظيفات السياسية والميل الطائفي فحقيقة أنا أستغرب.. أتابع كل وكالات الأنباء فوجدت أن هناك ثمة لون طائفي في الوقت اللي أن هؤلاء السجناء فيهم شيعة وسنة وأكراد فلم يكن الأمر..
جمانه نمور [مقاطعةً]: ولكن يعني يقال بأن الأغلبية.. أغلبية المعتقلين من السنة.. السيد محسن عبد الحميد يعني يقول المعتقلين كلهم من السنة.
علي الأوسي [متابعاً]: أغلبية أو أقلية المهم فيه سنة وشيعة وأكراد كما صرح فيها وكيل وزير الداخلية اليوم في لقاء مع الجزيرة، هذا الأمر لا يعني أن هناك طائفة معينة مستهدفة أو قومية معينة مستهدفة، نحن نخشى من التوظيف السياسي لاسيما نحن مقبلون على أحداث مهمة مثل الانتخابات القادمة القريبة، مؤتمر الوفاق الوطني في القاهرة، محاكمة المجرم صدام وكذلك أنا أعتقد أن هناك إنجازات كبيرة ونجاحات واضحة لهذه الحكومة للسيد جعفري ويراد تشويهها ويراد تعويقها وبالتالي فلنترك كل شيء للقانون ونحن كلنا ننتظر نتائج اللجنة، إذا كانت هناك مسيئين فليعاقب المسيء لأن لا نرضى بتعذيب أي عراقي وأعتقد أن كل يعني كل سجون العراق اليوم فيها قضاة فيها ممثلون عن القضاء العراقي، مطلقا لا يوجد مثيل لمثل هذه السجون في عهد الطاغية صدام ولا أعتقد هناك أيضا في دول الجوار توجد شفافية كما توجد شفافية الآن في السجون العراقية، نحن نقبل على عملية سياسية متطورة بكل معنى الكلمة نستطيع.. لا نسمح بمثل هذه الترهات.
جمانه نمور: يعني نعم تتحدث عن شفافية وديمقراطية يعني ربما ودولة بينما يرى يعني السيد هادي العامري رئيس منظمة بدر الذي نفى الاتهامات التي وُجِهت إلى المنظمة بأن الأميركيين انتهكوا السيادة العراقية بمداهمة المكان بالطريقة التي تم بها، تعليق سريع لو سمحت.
علي الأوسي: إذا تسمحوا لي أن نفس منظمة بدر تعرضت للاغتيال وتعرضت للاعتقال ولازال بعض أعضائها أيضا في الاعتقال ولكن منظمة بدر تؤمن بالعملية السياسية وتطمح أن يتطور الأمر ولا تضع العصا في العجلة وبالتالي ففرق بدر عن غيرها أن بدر مع التيار في دعم هذه العملية السياسية وغيرها يريد أن يعوق فبدر ضحية أيضا كما الآخرون، لكن نحن نقول مرة أخرى نحتكم..
جمانه نمور [مقاطعةً]: يعني ولكن السؤال كان عن تعليق بدر بأن ما حدث يشكل انتهاكا للسيادة، هل يشكل انتهاكا للسيادة أم لا؟ باختصار لو سمحت.
علي الأوسي [متابعاً]: يعني أولا فليكن شيء واضح أن هذا الموضوع متروك للحكومة، يعني ينبغي لقوات الاحتلال أن تخبر الحكومة والحكومة تدخل في مثل هذه المواقع وتفتش وكذا، الآن كل الأمر ادعاءات، الآن كل الأمر تفخيم، لا ندري أن نعتقد ونرجع ونقول أننا ننتظر نتائج اللجنة ويجب أن نحتكم للقانون ويجب أن نحتجب للقضاء لأنه لا يُسجَن واحد إلا بأمر قضائي ولا يبقى في السجن إلا بأمر قضائي ولا يُطلَق سراحه إلا بأمر قضائي فهذا شأن القضاء ليس فقط من شأن السجون.

جمانه نمور: يعني ولكن السؤال المطروح الآن دكتور لاري هناك أطراف عراقية تطالب بأن يكون التحقيق دولي، هل سيحصل هذا برأيك؟

لاري كورب: أنا أعتقد بالتأكيد أنه لابد أن يجري إجراء التحقيق الدولي، إني أتذكر أن قوات الولايات المتحدة وقوات التحالف موجودين في العراق بموافقة وبقرار من مجلس الأمن وبالتالي أعتقد أن التحقيق يجب أن يكون من قِبًل الأمم المتحدة أو أحد مسؤوليها لأنه إذا لم يجري التحقيق من طرف خارج سوى قوات التحالف أو أطراف أخرى فإن الناس لن تصدق نتائج التحقيق وبالتأكيد لذلك لابد أن يكون التحقيق من جهة دولية مخول من قبل الأمم المتحدة.
جمانه نمور: ما رأيك فيما سمعناه على لسان أحد المسؤولين يعني السيد علاء مكي بالحزب الإسلامي بأن الأميركيين أو القوات الأميركية لأكن أكثر دقة هي مَن أعطى ضوء أخضر لمرتكبي الانتهاكات التي حدثت هناك؟
لاري كورب: أنا اعتقد أن هذا مبالغة في القول، مما لا شك فيه أن قواتنا ارتكبت بعض الأخطاء وأن هؤلاء المخطئين قد عوقبوا ولابد من محاسبة شخصيات من رتب أعلى وأعتقد أننا نحتاج أن نفعل الشيء نفسه في هذا الموضوع، فكل من كان مسؤولا.. مَن هو مسؤول عن هذه العملية الجريمة هذه العمل الشنيع لابد أن يُعَاقب وأن مجلس الشيوخ الأميركي أصدر قانونا اليوم بأن الولايات المتحدة لا تصر على تطبيق اتفاقية جنيف في معاملة الأسرى ولن تسمح لمثل هذه الانتهاكات وأن المعركة مع الجاهدين هي حرب أفكار وهذه الحرب تهدف إلى كشف أن ما يقوله هؤلاء الجهاديين من أشياء فظيعة ضدنا غير صحيح.
جمانه نمور: لكن أي انعكاسات يُنتَظَر أن تكون لفضيحة تعذيب المعتقلين في العراق على الساحتين السياستين الداخلية والخارجية؟ نتابع المسألة بعد وقفة قصيرة فكونوا معنا.
[فاصل إعلاني]
جمانه نمور: أهلا بكم من جديد وحلقة اليوم من برنامج ما وراء الخبر تتناول الفضيحة التي أثارها دهم القوات الأميركية مركز احتجاز تابعا لوزارة الداخلية العراقية في قلب بغداد تبين أن ما يزيد عن 170 معتقلا داخله كانوا يتعرضون لتعذيب وحشي، سيد محمد ماذا ستكون تداعيات ما حصل على المرحلة المقبلة في العراق؟ هل من شأنها مثلا ما قامت به القوات الأميركية أن يطمئن السنة ويشجعهم على التصويت في الانتخابات المقبلة أم يكون عكس ذلك وموضوع التوترات الطائفية يمكن أن يُعَمق في ظل تحذيرات من حرب أهلية نستمع إليها دائما؟
محمد الشيخلي: ابتداء اسمح لي أعلق على ما تفضل به قبل الفاصل الأخ لاري من واشنطن، حقيقة أنا أستغرب يعني ازدواجية المعيار التي تحدث بها الأميركان دائما ففي هذه الحالة فقط هو الآن يطالب بتحقيق دولي، لماذا لم تطالب الولايات المتحدة الأميركية وهي قوات احتلال عندما ظهرت فضيحة أبو غريب بتحقيق دولي وحصرته بمجموعة أفراد من جيرمي ستيفيتس الجندي الأول إلى ليندي إنغلاند خلال تلك الفترة؟ لماذا لم تذهب الإدارة الأميركية وتتحمل مسؤولية التبعية من الناحية القانونية والجزائية لهذا الموضوع؟ حقيقة حبيت أن أعلق على هذا أن هذه النقطة..
جمانه نمور [مقاطعةً]: لنستمع إلى جواب منه سريع قبل أن نعود..
محمد الشيخلي [متابعاً]: المطالبة بتحقيق دولي خلال هذه الفترة هو الإجابة على السؤال الذي تفضلت به لأنه هنالك نعم هنالك الآن جانب سياسي مهم..
لاري كورب: أنا شخصيا..
محمد الشيخلي: تحاول الإدارة الأميركية..
جمانه نمور: سيد محمد لنستمع إلى الدكتور لاري ثم نعود إلى الموضوع الآخر، تفضل دكتور.
لاري كورب: أنا أعتقد أنه كان من الأفضل لو أن الولايات المتحدة سمحت بإجراء تحقيق دولي حول بعض الأشياء اللي جرت في كل من أبو غريب وغوانتانامو ولكن لسوء الحظ لم يحصل ذلك، لقد أجرينا تحقيقا داخليا أميركيا وعاقبنا الكثير من الأشخاص ولكن يجب أن نتذكر هنا أن مَن كان مسؤولا عن هذه العمل يجب أن يعاقبوا ويعاقبوا بطريقة تضمن عدم تكرار مثل هذا الحدث مرة أخرى..
جمانه نمور [مقاطعةً]: عفوا يعني دكتور لاري برأيك هل الضغوط الداخلية التي تتعرض إليها الإدارة الأميركية الآن وما صدر من أعضاء اللجنة التي تحقق في هجمات 11 سبتمبر والتي وصلت إلى نتيجة مفادها أن طريقة معاملة الحكومة للمشتبهين بالإرهاب تقوِّض المحاولات الجارية لتحسين صورة الولايات المتحدة في العالم الإسلامي؟ هذه المواقف الأميركية الآن ومحاولة الظهور بمَن يكشف هذه الحقائق والذي يطالب بهذا التحقيق يعني هل هي لتحسين الصورة؟

لاري كورب [متابعاً]: أنا أعتقد أن لجنة الحادي عشر من سبتمبر وسيناتور كيل نفسه الذي كان مشارك في حرب فيتنام قالوا بأننا بحاجة أن نطبق مثل هذه المعايير وأن نطبق اتفاقية جنيف بصرف النظر عن نوع أو مكانة الأشخاص الذين نعتقلهم، إننا لدينا صحافة في هذا البلد وهذه الصحف كشفت كثير من سوء المعاملة التي قامت بها القوات الأميركية وإننا نعترف بفضل الجهود مثل جهد سيناتور كيل فإن هذا سيساعد على تحسين صورتنا في العالم وأنا أتمنى أن الرئيس أو نائب الرئيس لا يحاربا ويعارضا السيناتور كيل وهو من حزبهم وأن مجلس الشيوخ وصوت بشكل كبير بقول هذا ما يجب أن نفعله وأعتقد أننا إذا ما فعلنا ذلك فإن ذلك سيحسن من صورتنا في العالمين الإسلامي والعربي.
جمانه نمور: لنعد من جديد إلى الساحة الداخلية العراقية، سيد محمد لنأخذ وجهة نظرك فيما يتعلق بموضوع الانتخابات والمرحلة المقبلة في العراق، كيف ستنعكس عليها هذه الفضيحة؟
محمد الشيخلي: بدون أدنى شك أن ما جرى خلال الثلاثة أيام الماضية من فضيحة محصورة حصرا في مجال الاستخبارات الداخلية ومديرية الجرائم الكبرى حقيقة هي التي تقوم ببعض الانتهاكات وعلى فكرة أنا أتفق مع الرأي الذي يقول أنها بعلم الإدارة الأميركية وقوات الاحتلال الأميركية داخل العراق لأننا لدينا حالتان داخل العراق.. حالة سلبية وحالة إيجابية، يجب أن نكون منصفين، هنالك حالة سلبية ظهرت على شاشات التلفزة نعم أنا أتفق وهي جريمة ضد الإنسانية تقع تحت طائلة القانون الدولي ويعاقب عليها القانون الدولي ولكن بنفس الوقت لدينا أيضا حالات إيجابية كثيرة من أبناء العراق الغيارة النشامة وكما ذكرت في مثلي قيادة قوات البركان وعميد الركن باسم الغراوي حقيقة فتح المعتقلات ووضع..
جمانه نمور [مقاطعةً]: يعني ماذا عن قول السيد أياد السمرائي..
محمد الشيخلي [متابعاً]: لو سمحتي لي حتى المشاهد يعلم ما يجري داخل العراق.. فتح كل المعتقلات أمام كل المنظمات وسمح بالزيارات وفعلا دخل القضاة إلى كل المعتقلين وأحيلوا إلى القضاء العراقي إضافة إلى توفير كل الضمانات القانونية والإنسانية في هذا اللواء، هذه حالة إيجابية يجب أن نذكرها حقيقة بنفس الحالة السلبية اللي موجودة والتي ظهرت على شاشات التلفزة، عودة على سؤالك أختي العزيزة نعم هنالك تأثير مهم لأن مَن يتولى الحكومة خلال هذه الفترة تيارات معروفة داخل الشارع العراقي فلو ما تم.. ما سيظهر من خلال التحقيق بأنها محسوبة على هذه الحكومة هذه الفضائح نعم سيؤثر على الموقف الانتخابي لديها خلال انتخابات المجلس النيابي القادمة في الشهر القادم، نعم.
جمانه نمور: دكتور علي هناك بعض الإحصاءات سأحاول أن أشير إليها بشكل سريع يعني أكثر من 35 ألف عراقي اعتقلتهم القوات الأميركية منذ الاجتياح تم إطلاق 21 ألف، ألف وثلاثمائة شخص تم توجيه تهم لهم أُدينَ نصفهم يعني أي 650 من أصل 35 ألفا وحوالي ثلاثة عشر ألفا وخمسمائة مازالوا معتقلين، يعني هذا قرأناه في الغاردين، هناك يعني نظرية تقول بعض هؤلاء الذين يتم اعتقالهم هم ينضمون فعلا بعد أن يُفرَج عنهم إلى المقاتلين بعد أن يكونوا تعرضوا للانتهاك وتعرضوا للتعذيب، ما رأيك؟
علي الأوسي: قبل الإجابة عن هذا السؤال في الحقيقة نحن سعداء في العراق أن أي حالة أو شك في حالة يُسَلط عليها الضوء بمثل هذا المستوى الكبير بينما هناك جرائم حقيقية وأبرياء في كثير من السجون في دول أخرى لم تُفتَح ملفاتها إلى هذا اليوم..
جمانه نمور [مقاطعةً]: يعني دكتور علي عفوا لو سمحت لي بمقاطعتك أنت بعد سيد محمد تقول هي حالة، هي حالة بمائة وثلاثة وسبعين شخصا كما أن السيد عمر هيكل يقول هو ليس المكان الوحيد، السيد أياد السمرائي يقول بتنا مقتنعين أن مسؤولين كبار في الحكومة وراء هذه الحوادث، يعني هل هي حالة فردية؟
على الأوسي [متابعاً]: نحن نعتقد نحن يجب ألا نلتزم بالتصريحات والادعاءات، نحن نحتكم إلى اللجان التحقيقية الميدانية والوقوف على واقع الأمر وبالتالي إنه نحن نسلم بأي نتيجة يمكن أن تظهر في المستقبل، أما يصرح فلان لأجل ورقة الانتخابية وآخر لتوظيف سياسي وآخر لتوظيف طائفي نحن كعراقيين غير ملزمين بأية حال وحتى المسؤول الأميركي الذي..
جمانه نمور: طيب إذا برأيك أين هم الحوالي ثلاثة عشر ألف المعتقلون؟ أين هم؟
على الأوسي: اسألي التحالف لا تسألين الحكومة، أنت قلتي في البداية إنهم بيد التحالف..
جمانه نمور [مقاطعةً]: أسألك إذا عن نظرية..
على الأوسي [متابعاً]: مسؤول التحالف موجود بأميركا الآن معك.. اسأليه.
جمانه نمور: أسألك عن نظرية سريعة يعني إذا بقي الوقت اسأله، عدد المعتقلين تضاعف في السنة ونصف الماضية، عدد العمليات والهجمات أيضا تتضاعف، هل من علاقة؟
على الأوسي: حينما تتصاعد العمليات الإرهابية ماذا تنتظر وزارة الداخلية ووزارة الدفاع؟ لا ينتظرون إلا أن يلقوا القبض على هؤلاء، لذلك نحن نستغرب لماذا يُسدَل الستار على الإرهاب اليومي؟ لماذا يُسدَل الستار على الدم العراقي؟ يُقتَل بدم بارد كل العراقيين، تُغتصب النساء ويُقتل الشيوخ والأبرياء والأطفال، لماذا يُسكت عن هؤلاء ويأتي إلى 170؟ نحن لسنا مع التعذيب في هذه النقطة لكن نقول يجب ألا يكال بمكيالين أو أكثر من مكيال، يجب أن كل الأمور تُوزن بميزان واحد وننظر إلى ما يجري في العراق، لماذا يُسدَل الستار عن هؤلاء المجرمين الذي قتل سبعين وقتل ثلاثين وقتل أربعين إلى الآن لم يصدر فيه حكم الإعدام؟ عتابنا على القضاء العراقي، عتابنا على قوات الاحتلال التي ربما تمنع القضاء العراق من ممارسة دوره، نحن نقول أنه يجب أن يلتفت حتى الاحتلال الأميركي يجب أن يلتفت إلى السجون السرية التي وجدت في أوروبا، يجب ألا نلقي التهم عل العراقيين..
جمانه نمور [مقاطعةً]: شكرا لك دكتور علي الأوسي من لندن، شكرا للسيد محمد الشيخلي من بغداد وشكرا للدكتور لاري كورب من واشنطن وشكرا لكم مشاهدينا
على المتابعة إلى اللقاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

صولاغ

صولاغ
وزير الداخلية في المؤتمر الصحفي حول فضيحة الجادرية
No-one was beheaded, no-one was killed
Bayan Jabr Iraqi Interior Minister


بيان جبر صولاغ : ان من قام بجريمة السجون السرية في منطقة الجادرية هم أزلام النظام السابق ، الذين استطاعوا ان يتغلغلوا بيننا بدون ان نشعر ، ويتقلدوا اعلى المناصب بدون ان نعرف ، اما نوعية المعتقلين فهم وان كانوا ارهابيين بعثيين ولكن لا يعني هذا ان يتعرضوا للتعذيب !!
( يعني المعتقلين بعثيين والسجانين والجلادين كذلك بعثيين )

All for Torture, and Torture for All!

the Washington Times reported today. “Maj. Gen. Hussein Kamal, deputy interior minister said the detainees also included Shiites, Kurds and Turkmen.”
Translation: No bias here. We’re equal opportunity torturers!