ملاحظات على برقية خليل زاد: هكذا تجري الأمور في عراقهم الجديد
برقية خليل زاد هنا حول لجان التحقيق في قضية احتجاز وتعذيب وقتل مواطنين عراقيين في مخبأ غير قانوني، تكشف عن قضايا اخرى لافتة للنظر وتفسر ربما اشياء ظلت حتى الآن غير واضحة
1-البرقية تكشف بشكل عام لا مبالاة الحكومة العميلة ومحاولة التعمية والتشويش من أجل عدم القيام بواجب التحقيق، وهذا يفسر أن المالكي كلما اراد الهروب من فضيحة اقام لجان تحقيق. الآن نعرف تماما ماذا تفعل لجان التحقيق. واكبر مهزلة هي قيام طبيب بفحص لنماذج عشوائية (وربما لا تكون عشوائية وانما مقصودة) من المحتجزين. فحص 18 من 168، و كأن القضية وباء أو انتشار غاز كيمياوي يمكن الحكم عليه بالعينات العشوائية. في حين ان القضية هي تعذيب بدني ربما يتراوح من شخص الى آخر ولهذا يلزم فحص الجميع.
2- الطبيب ايضا لا يعتبر ان التعذيب النفسي (التهديد والشتم الخ ) هو من ضمن ما ينبغي عليه تسجيله، لأن أثره اكبر من الندوب البدنية.
3- المدعو الصافي اتبع طريقة الهجوم (اتغدى بيهم قبل مايتعشون بيك) فهو يبحث عن اثنين مفقودين او سقطوا من الحساب ، دون ان يفصح عما سيفعل بالبقية المعذبة.
4- فساد القضاء : باعتراف المدعو سعد سلطان مفتش السجون التابع لوزارة حقوق الانسان ان القضاة الذين جاءوا الى المخبأ فشلوا في الابلاغ عن التعذيب البدني والحرمان من حق الدفاع. وقال "القضاة العراقيون متورطون باحتجازات غير قانونية وهؤلاء القضاة الذين احضرتموهم لايملكون السلطة للقول ان القضاة الاخرين كانوا على خطأ". وهذا ربما يفسر لنا قضية الاحتجازات الاخيرة التي طالت (بعثيين) من اقصى الشمال الى الجنوب ، وكان الرد جاهزا على لسان كل المسؤولين "احتجازقانوني بمذكرات قضائية" حسنا ، نعلم الان كيف يتعاون القضاة الفاسدون.
5- تدخل المسؤولين الكبار في شؤون القضاء : يعبر عنه قول روز شاويس نائب رئيس الوزراء للمسؤولين الامريكان انه سيتدخل مع القضاة لتسريع عملهم. مما يعني ان السياسيين يسرعون او يبطئون كما يشاءون.
6- كذلك يبين شاويس في احدى المقابلات مع الامريكان انه مع فكرة مراقبة يقوم بها الصليب الاحمر ولكنه لايريد ان يأتي الاقتراح لرئيس الوزراء من عنده وانما من عند الامريكان. وهل في هذا الاقتراح جريمة ؟ وإذا كان نائب رئيس الوزراء لايستطيع ان ينصح رئيس الوزراء بشيء، فلماذا يبقى في منصبه؟
7- مقترح الكناني حول مراقبة السجون السرية بواسطة امريكان يزعمون انهم منظمات غير حكومية ، يكشف لنا حقيقة بعض من يزعم انه منظمة غير حكومية وانه مجتمع مدني. واذا كان اللواء الكناني اقترح ذلك فلابد انه مارس المقترح في ظروف اخرى. فالفكرة لا يمكن ان تطرأ له بدون خلفيات. يذكرنا هذا بالضجة التي دارت حول (عرس التاجي) الوهمي وكيف ان الشخصية الرئيسية (الجبوري) كان يخرج في المظاهرات باعتباره منظمة مجتمع مدني فإذا به كما يقول المالكي والمسؤولين مجرم وارهابي. أكيد هم أدرى بهذه الألاعيب.
8- نعلم من البرقية ان سجن الرصافة في بغداد التابع لوزارة العدل، تشرف عليه عناصر من وزارة العدل الامريكية.
9- وأخيرا نعلم ايضا ان السفير الامريكي يستطيع الضغط على قضاة التحقيق العراقيين ( لتحديد موعد نهائي لتقرير مدى قانونية هذه الاعتقالات وإطلاق سراح المعتقلين الذين لم توجه لهم تهم جنائية.)
هكذا تجري الأمور في العراق المحتل.
نقلاً عن غار عشتار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق