إكمالاً لنشر كتاب البوابة الخامسة الذي يتحدث عن مسيرة صولاغ للكاتب عمار البغدادي, أنشر اليوم فصل جديد بعنوان: "ملجأ الجادرية .. النتائج المستخلصة".
وكنت قد نشرت الحلقة الرابعة من الكتاب هنا
http://aljadriya.blogspot.com/2010/09/blog-post_13.html
والفصول والحلقات والمقالات السابقة تجدونها هنا في هذا الملف أيضاً
يقول احد ضباط وزارة الداخلية عن تلك الفترة من التاريخ الذي شهد مداهمة الملجا وقد كان حاضرا بكل التفاصيل حيث مر عليها بواقعية الخبير وخبرة الضابط الواقعي .. لو كان اوباما هو الرئيس الفعلي للولايات المتحدة الأمريكية في زمن الحرب الأمريكية ضد صدام حسين لما ارتبكت الادارة العسكرية وقدمت أسوء أداء لها في ملجأ الجادرية أزاح عن مهمتها صدقية المبادرة واسقط في اللحظات الأولى من وصول (همرات) الجيش الى البوابة الرئيسية هيبة الشخصية التاريخية لهذا الجيش !!.
كانت الادارة العسكرية الأمريكية في العراق تعيش ارتباكا واضحا في الخطط الستراتيجية وفي التعامل مع الأوضاع السياسية الجديدة .. ومع السياسات السابقة وربما كان الامريكيون على (حق) بهذا الارتباك بسبب أن أمريكا ليست دولة استعمارية في السابق مثل بريطانيا وفرنسا وايطاليا عشية الحروب العالمية الأولى والثانية حيث تسيدت فرنسا وبريطانيا أجزاء واسعة من العالم .. ولن ننسى أبدا مقولة الإمبراطورية التي لن تغرب عنها الشمس للدلالة على سعة امتدادات وجود هذه الحالة الاستعمارية في العالم .
أمريكا ليست كذلك .. ولأنها ليست كذلك فقد كثرت الأخطاء ليس في تقرير شكل السياسات بل في حل وزارات وتشكيلات تابعة للدولة العراقية كالجيش وليس للنظام وصولا الى التدخل غير المبرر في شؤون الوزارات العراقية والأمنية منها بشكل خاص وفرض رأيها ما أدى الى حدوث ارباكات حقيقية في طبيعة عمل الأجهزة الأمنية التي أعيد تشكيلها مرة ثانية فسقط الشارع العراقي في معارك طاحنة مع المجموعات المسلحة وكثرت الخلايا السرية التابعة للقاعدة ولم يبق جهاز مخابرات دولة عربية أو مجاورة للعراق الا وأصبح لديه وجود امني ناشط في العاصمة.
ويضيف هذا الضابط ..
ملجأ الجادرية لم يكن قبل مداهمة القوات الأمريكية له بالظاهرة الخارقة التي افتعلها الأمريكيون ، فتحول السجن الى (قلعة أسرار) وراحت الفضائيات الأمريكية والبريطانية تطنب في التوصيف ، وتضرب عميقا في مشهد الذاكرة التلفزيونية ، وتصور الأمر وكأن العراق اثيوبيا في زمن الدكتاتور هيلا سيلاسي ولسنا في زمن أول حكومة وطنية يقودها عراقيون قدموا الى بلادهم وأصبح لهم دولة ولهم أحلامهم السياسية والاجتماعية التي يعملون من اجل تأسيسها في بلد هاج وماج شعبه كثيرا بسبب الحروب والضحايا والمنفيين !!.
الخطأ الأمريكي هو الذي صنع من الملجأ محورا للسياسة ، ودفع بالفتنة الطائفية في وقتها إلى مستويات خطيرة.. وألا هل هنالك قوة عسكرية في بلد لديه تقاليده الأمنية والعسكرية ويعرف الأمريكيون الساحة العراقية في الداخل بشكل واضح تدخل سجنا" فيصيح احد المترجمين الذين استقدمتهم القوات الأمريكية ..
أيها السنة جاءكم الفرج ؟! .
ميلودراما لا تصلح لأن تكون مشهدا في فيلم عربي بائس !!.
ورغم أن كل ما تم من ترتيبات تتعلق بالحكم وسياسة البلاد بعد إطاحة صدام حسين يعود إلى قرار عراقي بانشاء (مجلس الحكم) وادارة السلطة من قبل ثلاث حكومات برئاسته ، ألا أن ملجأ الجادرية وما جرى من تشويش أعلامي وتهويل وتطبيل في فضائيات غربية ، واطلاق العنان لقوى تعود إلى البعث السابق وعلاقة بمجموعات إرهابية مسلحة مثل محمد الدايني في التشنيع بالحكم والتشهير برموزه ووزاراته السيادية .. يعد انقلابا أمريكيا على الترتيبات الأمريكية ولا يعقل أن تنقلب دولة بيدها صولجان القوة العسكرية وهيلمانها وتنسق مع قادة عراقيين في بغداد وليس في كاليفورنيا أن تمارس انقلابا على أدارتها وما صنعته في البلاد من ترتيبات ومظاهر!!.
ومع ذلك اعتبر – كما اعتبر مراقبون – ماجرى في ملجأ الجادرية عدوانا عسكريا واضحا على تجربة مجلس الحكم ، وحكومة الدكتور الجعفري وعلى العلاقات التي نشأت بعد سقوط النظام العراقي السابق بين القيادة الأمريكية والأحزاب وقادة سياسيين عراقيين .
ويعقب ايضا في إشارة إلى وضع الاصبع على تخاذل البعض أمام هذه الحادثة ..
واذا كان البعض سارع إلى ابعاد نفسه من التهم التي وجهت للوزارة – وزارة الداخلية العراقية – كون المسالة تتعلق بالأمريكان مخافة أن تمس شخصيته السياسية بأذى التجريح وتشويه السمعة ، الا أن المحصلة النهائية لكل هذه الأفعال والسلوكيات التي صدرت من قيادات ومسؤولين عراقيين أكدت أن البعض لازال يتطلع الى مستقبله ومصالحه السياسية بمعزل عن بقية المجموعات السياسية الوطنية مع شعور عميق بان الكل في مركب واحد .
كان من المفترض وجود اجماع وطني على رفض الحادث ، وليس الاصطفاف السلبي الذي مورس من قبل البعض مع نخبة في الجيش الأمريكي أرادت تلويث سمعة الوزارة ومصداقية الاجراءات الأمنية والضبط الحكومي الذي مورس خلال فترة وجود الوزير الزبيدي على سدة رئاسة الوزارة ، لقد جرى تسييس المسالة وتجليسها على قواعد (الخلاف اليومي) بين الاحزاب السياسية بينما كان الواجب الوطني ومقتضيات المصالح القومية الدفاع عن الإجراءات الأمنية لوزير الداخلية التي كان لها اثر بالغ باعادة التوازن للشارع العراقي ، ولجم جماح المجموعات المسلحة وعودة الاعتدال للساحة المحلية بعد أن كان السلاح سيد الموقف في فرض الأجندات السياسية .. ان شعور الجانب الأمريكي بان الوزير حقق كل هذه المكاسب بربع ما لديه من إمكانيات أمنية وبشرية وفنية واحد من الأسباب التي دفعت بهذه النخبة التفكير بمهاجمة الملجأ لمهاجمة الوزارة والاجراءات الوطنية وعمليات إعادة التوازن للشارع غير المتوازن بفعل اللعبة الإقليمية وتمادي القوى الداخلية بغي المطالب الطائفية .
ولو كانت القوى السياسية وقفت من الاجراء الأمريكي الخطأ بقوة ووطنية ووضوح ولم تتراجع عن هذا الموقف المبدئي لأنه يمسها ويمس وجودها الوطني والسياسي لكان الأمريكيون تراجعوا أيضا .
الذي حصل هو أن الوزير تكفل بأمر المواجهة والدفاع عن الموقف القومي والمحلي الداخلي بالنيابة عن كل القوى الوطنية والشرفاء في البلد وبقى متمسكا بهذا الموقف الى النهاية .. مثلما بقي متمسكا بالاجراءات الوطنية التي اتخذها من المارقين والقاسطين والناكثين في العملية الســـــياسية ، فكان اعتذار الجنرال كيسي !!.
لقد تراجع كثيرون أمام المخاوف ، لكن الوزير الزبيدي بقي متمسكا بموقفه الرافض تسييس الملجأ وتحويله ذريعة لمهاجمة العهد الوطني ورجال الحركة الوطنية ، وتمرير رموز الفتنة ومجموعات النظام السابق إلى قلب العملية السياسية بدعوى إيجاد توازن (طائفي) في العراق بعد التغيير مع أن المسالة في جوهرها لاعلاقة لها بما كان يتحدث عنه الأمريكيون .
كانت المسالة في جوهرها صراع شعب ضد نظام ديكتاتوري وطبقة مستأثرة مستفيدة من قراصنة السلطة السابقة .. ولم يكن هنالك صراع طائفي .. وحين سقط النظام دفع الحاكم المدني الأمريكي المسالة السياسية في البلد إلى سقوف الفتنة الطائفية فاشتعلت البلاد باتون هذه الفتنة بتحريض القاعدة والمجموعات الإرهابية والبعثيين .
وينهي هذا الضابط مداخلته بالقول ..
ان رفض الوزير تسييس الجادرية كان قرارا بمنع التدخل الأمريكي في سياقات العملية السياسية أولا قبل أن يكون تحذيرا من أن المسالة ستكون تجاوزا لمؤسسة حكم رسمية ، وربما كان الوزير الزبيدي يرد على أسلوب عدد من السياسيين الأمريكيين الذين كانوا يعملون ضد إرادة الناخب العراقي واختياراته وضد قناعته السياسية التي أكدها في مشوار الدولة الحديثة والانتخابات والتصويت على دستور الدولة .
أعتقد أن اعتذار الجنرال كيسي للوزير عقب كل الحوادث الخطأ التي ارتكبها الأمريكيون اعتراف واضح للوزير بالوطنية أولا ، وبالمسلكية والجدارة في قيادة الداخلية بحرفية ومهنية عاليتين .
الجنرالات كما السياسة الأمريكية لا تعتذر للعملاء والموتورين والقتلة وقادة الأحزاب الدموية ولم تتفاوض مع موتور أو شخصية ضعيفة والاعتذار الذي تم والكلمات التي قيلت والاعتراف بالخبرة والوطنية مميزات حقيقية للوزير .. وستتحول الى (جاذب) عراقي قومي فيما لو دخل الوزير ساحة عراقية أو تعرف على جمهور جديد أو انفتح جمهور جديد عليه.
بعد هذه الحادثة اتسعت دائرة الاتباع ، وصار للرجل دوي وحضور فاق عدد اتباع أحزاب عريقة وهي تقدم زعاماتها للاتباع .
وكنت قد نشرت الحلقة الرابعة من الكتاب هنا
http://aljadriya.blogspot.com/2010/09/blog-post_13.html
والفصول والحلقات والمقالات السابقة تجدونها هنا في هذا الملف أيضاً
يقول احد ضباط وزارة الداخلية عن تلك الفترة من التاريخ الذي شهد مداهمة الملجا وقد كان حاضرا بكل التفاصيل حيث مر عليها بواقعية الخبير وخبرة الضابط الواقعي .. لو كان اوباما هو الرئيس الفعلي للولايات المتحدة الأمريكية في زمن الحرب الأمريكية ضد صدام حسين لما ارتبكت الادارة العسكرية وقدمت أسوء أداء لها في ملجأ الجادرية أزاح عن مهمتها صدقية المبادرة واسقط في اللحظات الأولى من وصول (همرات) الجيش الى البوابة الرئيسية هيبة الشخصية التاريخية لهذا الجيش !!.
كانت الادارة العسكرية الأمريكية في العراق تعيش ارتباكا واضحا في الخطط الستراتيجية وفي التعامل مع الأوضاع السياسية الجديدة .. ومع السياسات السابقة وربما كان الامريكيون على (حق) بهذا الارتباك بسبب أن أمريكا ليست دولة استعمارية في السابق مثل بريطانيا وفرنسا وايطاليا عشية الحروب العالمية الأولى والثانية حيث تسيدت فرنسا وبريطانيا أجزاء واسعة من العالم .. ولن ننسى أبدا مقولة الإمبراطورية التي لن تغرب عنها الشمس للدلالة على سعة امتدادات وجود هذه الحالة الاستعمارية في العالم .
أمريكا ليست كذلك .. ولأنها ليست كذلك فقد كثرت الأخطاء ليس في تقرير شكل السياسات بل في حل وزارات وتشكيلات تابعة للدولة العراقية كالجيش وليس للنظام وصولا الى التدخل غير المبرر في شؤون الوزارات العراقية والأمنية منها بشكل خاص وفرض رأيها ما أدى الى حدوث ارباكات حقيقية في طبيعة عمل الأجهزة الأمنية التي أعيد تشكيلها مرة ثانية فسقط الشارع العراقي في معارك طاحنة مع المجموعات المسلحة وكثرت الخلايا السرية التابعة للقاعدة ولم يبق جهاز مخابرات دولة عربية أو مجاورة للعراق الا وأصبح لديه وجود امني ناشط في العاصمة.
ويضيف هذا الضابط ..
ملجأ الجادرية لم يكن قبل مداهمة القوات الأمريكية له بالظاهرة الخارقة التي افتعلها الأمريكيون ، فتحول السجن الى (قلعة أسرار) وراحت الفضائيات الأمريكية والبريطانية تطنب في التوصيف ، وتضرب عميقا في مشهد الذاكرة التلفزيونية ، وتصور الأمر وكأن العراق اثيوبيا في زمن الدكتاتور هيلا سيلاسي ولسنا في زمن أول حكومة وطنية يقودها عراقيون قدموا الى بلادهم وأصبح لهم دولة ولهم أحلامهم السياسية والاجتماعية التي يعملون من اجل تأسيسها في بلد هاج وماج شعبه كثيرا بسبب الحروب والضحايا والمنفيين !!.
الخطأ الأمريكي هو الذي صنع من الملجأ محورا للسياسة ، ودفع بالفتنة الطائفية في وقتها إلى مستويات خطيرة.. وألا هل هنالك قوة عسكرية في بلد لديه تقاليده الأمنية والعسكرية ويعرف الأمريكيون الساحة العراقية في الداخل بشكل واضح تدخل سجنا" فيصيح احد المترجمين الذين استقدمتهم القوات الأمريكية ..
أيها السنة جاءكم الفرج ؟! .
ميلودراما لا تصلح لأن تكون مشهدا في فيلم عربي بائس !!.
ورغم أن كل ما تم من ترتيبات تتعلق بالحكم وسياسة البلاد بعد إطاحة صدام حسين يعود إلى قرار عراقي بانشاء (مجلس الحكم) وادارة السلطة من قبل ثلاث حكومات برئاسته ، ألا أن ملجأ الجادرية وما جرى من تشويش أعلامي وتهويل وتطبيل في فضائيات غربية ، واطلاق العنان لقوى تعود إلى البعث السابق وعلاقة بمجموعات إرهابية مسلحة مثل محمد الدايني في التشنيع بالحكم والتشهير برموزه ووزاراته السيادية .. يعد انقلابا أمريكيا على الترتيبات الأمريكية ولا يعقل أن تنقلب دولة بيدها صولجان القوة العسكرية وهيلمانها وتنسق مع قادة عراقيين في بغداد وليس في كاليفورنيا أن تمارس انقلابا على أدارتها وما صنعته في البلاد من ترتيبات ومظاهر!!.
ومع ذلك اعتبر – كما اعتبر مراقبون – ماجرى في ملجأ الجادرية عدوانا عسكريا واضحا على تجربة مجلس الحكم ، وحكومة الدكتور الجعفري وعلى العلاقات التي نشأت بعد سقوط النظام العراقي السابق بين القيادة الأمريكية والأحزاب وقادة سياسيين عراقيين .
ويعقب ايضا في إشارة إلى وضع الاصبع على تخاذل البعض أمام هذه الحادثة ..
واذا كان البعض سارع إلى ابعاد نفسه من التهم التي وجهت للوزارة – وزارة الداخلية العراقية – كون المسالة تتعلق بالأمريكان مخافة أن تمس شخصيته السياسية بأذى التجريح وتشويه السمعة ، الا أن المحصلة النهائية لكل هذه الأفعال والسلوكيات التي صدرت من قيادات ومسؤولين عراقيين أكدت أن البعض لازال يتطلع الى مستقبله ومصالحه السياسية بمعزل عن بقية المجموعات السياسية الوطنية مع شعور عميق بان الكل في مركب واحد .
كان من المفترض وجود اجماع وطني على رفض الحادث ، وليس الاصطفاف السلبي الذي مورس من قبل البعض مع نخبة في الجيش الأمريكي أرادت تلويث سمعة الوزارة ومصداقية الاجراءات الأمنية والضبط الحكومي الذي مورس خلال فترة وجود الوزير الزبيدي على سدة رئاسة الوزارة ، لقد جرى تسييس المسالة وتجليسها على قواعد (الخلاف اليومي) بين الاحزاب السياسية بينما كان الواجب الوطني ومقتضيات المصالح القومية الدفاع عن الإجراءات الأمنية لوزير الداخلية التي كان لها اثر بالغ باعادة التوازن للشارع العراقي ، ولجم جماح المجموعات المسلحة وعودة الاعتدال للساحة المحلية بعد أن كان السلاح سيد الموقف في فرض الأجندات السياسية .. ان شعور الجانب الأمريكي بان الوزير حقق كل هذه المكاسب بربع ما لديه من إمكانيات أمنية وبشرية وفنية واحد من الأسباب التي دفعت بهذه النخبة التفكير بمهاجمة الملجأ لمهاجمة الوزارة والاجراءات الوطنية وعمليات إعادة التوازن للشارع غير المتوازن بفعل اللعبة الإقليمية وتمادي القوى الداخلية بغي المطالب الطائفية .
ولو كانت القوى السياسية وقفت من الاجراء الأمريكي الخطأ بقوة ووطنية ووضوح ولم تتراجع عن هذا الموقف المبدئي لأنه يمسها ويمس وجودها الوطني والسياسي لكان الأمريكيون تراجعوا أيضا .
الذي حصل هو أن الوزير تكفل بأمر المواجهة والدفاع عن الموقف القومي والمحلي الداخلي بالنيابة عن كل القوى الوطنية والشرفاء في البلد وبقى متمسكا بهذا الموقف الى النهاية .. مثلما بقي متمسكا بالاجراءات الوطنية التي اتخذها من المارقين والقاسطين والناكثين في العملية الســـــياسية ، فكان اعتذار الجنرال كيسي !!.
لقد تراجع كثيرون أمام المخاوف ، لكن الوزير الزبيدي بقي متمسكا بموقفه الرافض تسييس الملجأ وتحويله ذريعة لمهاجمة العهد الوطني ورجال الحركة الوطنية ، وتمرير رموز الفتنة ومجموعات النظام السابق إلى قلب العملية السياسية بدعوى إيجاد توازن (طائفي) في العراق بعد التغيير مع أن المسالة في جوهرها لاعلاقة لها بما كان يتحدث عنه الأمريكيون .
كانت المسالة في جوهرها صراع شعب ضد نظام ديكتاتوري وطبقة مستأثرة مستفيدة من قراصنة السلطة السابقة .. ولم يكن هنالك صراع طائفي .. وحين سقط النظام دفع الحاكم المدني الأمريكي المسالة السياسية في البلد إلى سقوف الفتنة الطائفية فاشتعلت البلاد باتون هذه الفتنة بتحريض القاعدة والمجموعات الإرهابية والبعثيين .
وينهي هذا الضابط مداخلته بالقول ..
ان رفض الوزير تسييس الجادرية كان قرارا بمنع التدخل الأمريكي في سياقات العملية السياسية أولا قبل أن يكون تحذيرا من أن المسالة ستكون تجاوزا لمؤسسة حكم رسمية ، وربما كان الوزير الزبيدي يرد على أسلوب عدد من السياسيين الأمريكيين الذين كانوا يعملون ضد إرادة الناخب العراقي واختياراته وضد قناعته السياسية التي أكدها في مشوار الدولة الحديثة والانتخابات والتصويت على دستور الدولة .
أعتقد أن اعتذار الجنرال كيسي للوزير عقب كل الحوادث الخطأ التي ارتكبها الأمريكيون اعتراف واضح للوزير بالوطنية أولا ، وبالمسلكية والجدارة في قيادة الداخلية بحرفية ومهنية عاليتين .
الجنرالات كما السياسة الأمريكية لا تعتذر للعملاء والموتورين والقتلة وقادة الأحزاب الدموية ولم تتفاوض مع موتور أو شخصية ضعيفة والاعتذار الذي تم والكلمات التي قيلت والاعتراف بالخبرة والوطنية مميزات حقيقية للوزير .. وستتحول الى (جاذب) عراقي قومي فيما لو دخل الوزير ساحة عراقية أو تعرف على جمهور جديد أو انفتح جمهور جديد عليه.
بعد هذه الحادثة اتسعت دائرة الاتباع ، وصار للرجل دوي وحضور فاق عدد اتباع أحزاب عريقة وهي تقدم زعاماتها للاتباع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق