بقلم: سمير عبيد
القاضي المدعو ( مدحت المحمود) لا يختلف عن البعثيين الذين كانوا ينعمون بمكارم وهبات صدام حسين، والذي على شاكلته ـ أسعد السعودي ـ في وزارة الخارجية حاليا، فهؤلاء إنتسبوا الى خلايا السي أي أي، فمنهم من تم طرده من قبل النظام السابق بتهمة الإختلاس على شاكلة السعودي، ومنهم من تم طرده نتيجة التشكيك في إرتباطاتهم الخارجية، والذين عادوا بعد سقوط النظام، ليكونوا أبطالا ويستولوا على المناصب الرفيعة في الدولة، علما إن بيوتهم الفارهة، وشهاداتهم العالية، وشركاتهم ومكاتبهم هي هبات من صدام حسين.
فمن هؤلاء الذين كانوا يحملون هوية خاصة من صدام حسين هو القاضي ( مدحت المحمود) الذي كان يشرف على عملية سلخ الجلود في قبو الجادرية، والذي أشاد به في مؤتمر صحفي وزير الداخلية صولاغي، فلقد كان هذا الرجل رئيسا لمجلس شورى الدولة، وهي أعلى سلطة قضائية تأتمر بأوامر صدام حسين، وكان يشغل وظيفة مستشار في وزارة الخارجية العراقية، وعضو لجنة الخبراءالقانونيين في وزارة الخارجية، وكان له حصة الأسد وبتوجيه من صدام حسين شخصيا ليكون له حصة الأسد في الإيفادات والإستجمام في الدول الأوربية هو وأفراد عائلته، وإضاف لهذا كان المحمود بدرجة عضو شعبة في حزب البعث، ولا ندري كيف عُين هذا الرجل، ولم يشمله قانون إجتثاث البعث المزعوم، أو تتلقفه هيئة ( البلاهة) أي ما تسمى بالنزاهة، قيبدو تفاهم معهم مثلما تفاهم مع صدام في السابق، أي يكون قاضيا تحت رسم الخدمة سواء كان سلخا للجلود أو حفرا للجماجم .
ولقد صرّح لنا مصدر قضائي سابق يقيم الآن في دولة خليجية، حيث قال إن نسبة المكافآت التي كان يستلمها مدحت المحمود من صدام حسين ومن وزير الخارجية العراقي تعادل خمس مرات راتبه.
وحتى وصل الدعم الذي كان يحصل عليه من النظام السابق هو مكتب بدرجة ( دي لوكس) في أرقى أحياء العاصمة بغداد، وله فرع في شارع النضال لا يقل عن ضخامة المكتب الرئيسي.... ويقول القاضي الذي ورد ذكره أعلاه والذي عاصر المحمود ( أكاد أتذكر الآن كيف كان المحمود ينفخ ريشه علينا نتيجة العلاقة التي كانت تربطه بصدام حسين شخصيا، فلقد كان الرجل يدخل الى القصر الجمهوري ولا يتعرض إلا لإجراءات بسيطة، فلقد صُدمت عندما سمعت إن هذا الرجل اليد الضاربة واليمنى الى الوزير صولاغي، وفي مكان لا يرضى به حتى طالب في كلية الحقوق، فللإحتصاص حرمته وللقضاء حرمته، ومن المعيب والجريمة أن يكون القاضي شريكا في الجريمة).
ونكمل على شهادة هذا القاضي النبيل ونقول:
ولكن أية جريمة يا أستاذنا، فهي سلخ الجلود وحفر الجماجم بالثاقب ( الدريل)، والتي لم تحدث لا في زمن صدام، ولا حتى قبله، فأنها المآساة والإنحدار بكل شيء، والأشنع من هذا ظاهرة وثقافة القتل على الهوية في العراق، وإنتشار ظاهرة الطائفية البغيضة.
لذا نقول الى القاضي المحمود ومن أمثاله، أنكم خسرتم الدنيا والآخرة، وأنكم خسرتم إحترامكم لأنفسكم، وخسرتم إحترام الشعب العراقي لكم.
فكم ستعيش يا رجل ألا تخاف الله عندما تكون قاضيا يمرر جرائم شنيعة كالتي حدثت في قبو الجادرية...؟.
فكم مررت من جرائم إذن.. عندما كنت اليد الضاربة بيد النظام السابق؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق