اربيل ـ وكالات - شبكة عراقنا: نشبت أزمة جديدة بين الحزب الديمقراطي الكردي الذي يراسه مسعود بارزاني والمجلس الاعلي للثورة الاسلامية برئاسة عبدالعزيز الحكيم بعد ان اصر نائب رئيس الوزراء روز نوري شاويس القيادي في الحزب الكردي علي نشر نتائج التحقيق بشأن معتقل الجادرية السري وكشف الانتهاكات التي حدثت فيه من قبل وزارة الداخلية التي يتولاها باقر صولاغ عضو المكتب السياسي للمجلس الأعلي
.وهذه هي الأزمة الثانية التي تنشأ بين الحزب الكردي والمجلس الشيعي في غضون اسبوع واحد، وكانت الاولي عندما استقبل مسعود بارزاني رئيس الحزب الكردي اياد علاوي رئيس الحكومة المؤقتة السابقة في اربيل، وقال في تصريحات للصحافيين انه يشعر بالتفاؤل عندما يلتقي مع علاوي، مؤكداً انه متحالف معه علي طول الخط، وهو ما اعتبره الحكيم تعريضاً بالائتلاف الشيعي الذي يرأسه وطعناً بالتحالف القائم بين الكتلتين الكردية والشيعية في الجمعية الوطنية والحكومة الانتقالية الحالية برئاسة ابراهيم الجعفري.
وتأتي الأزمة الجديدة علي خلفية تعيين روز نوري شاويس نائب رئيس الوزراء وهو احد مساعدي مسعود بازراني رئيساً للجنة التحقيق الحكومية التي شكلت عقب الكشف عن فضيحة سجن الجادرية حيث عقدت اللجنة اربع اجتماعات توصلت خلالها الي نتائج اكدت ان السجن لا يخضع لوزارة الداخلية بشكل شخصي، وانما يرتبط بالوزير باقر صولاغ شخصياً وهو الذي اختار هيئة للاشراف عليه، واثبت التحقيق ايضاً ان وكيل الوزارة لشؤون العمليات اللواء كمال علي حسين افاد امام لجنة التحقيق بانه فوجئ بوجود السجن عند الاعلان عنه، ولم يكن يعرف او يعلم به من قبل، رغم انه المسؤول ـ كما يفترض ـ عن سجون الوزارة والمعتقلين فيها.
وتوصلت اللجنة الي حقيقة احد مسؤولي السجن ويحمل عدة اسماء منها ابو اكرم الوندي، وتبين انه ايراني وضابط في ميليشيات بدر الجناح العسكري للمجلس الاعلي للثورة الشيعية، وقد امتـــنع المذكور عن الحضور امام لجنة التحقـــــيق لتسجيل افادته ويعتقــــــد انه غادر بغداد عقب الكشف عن الفضــــيحة الي جهة مجهولة، حيث اعترف ثلاثـــــة ضباط شرطة نسبهم الوزير صــــولاغ للعمل في السجن، بأنهم كانوا يتلقون اوامرهـم من المدعو (ابو اكرم) في اجراء التحقيقات وممارسة التعذيب علي المعتقلين.
واستناداً الي مصادر مقربة من روز شاويس فان خلافاً حدث بينه وبين رئيس الحكومة ابراهيم الجعفري في اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد مساء الاربعاء الماضي، حيث طالب الاول وايده في ذلك زميلاه نائب رئيس الوزراء احمد الجلبي واللواء عبد مطلك الجبوري باعلان تقرير لجنة التحقيق عن سجن الجادرية علي الرأي العام العراقي ونشره في وسائل الاعلام المحلية، وكانت حجته ان الاعلان والنشر يضفيان شفافية علي اداء الحكومة الحالية وينزهان لجنة التحقيق الرسمية وينفسان عن احتقانات ذوي واهالي المعتقلين، غير ان الجعفري ووزراء الائتلاف الشيعي رفضوا اقتراح شاويس ودعوا الي تأجيل نشر تقرير لجنة التحقيق الي ما بعد الانتخابات المقررة في الخامس عشر من الشهر الحالي، وكانت الذرائع التي تمسك بها بأن الاعلان عن نتائج التحقيق الآن يندرج ضمن الحملة الدعائية الانتخابية ويتم استغلاله ضد قائمة الائتلاف الشيعي التي يمثل وزير الداخلية باقر صولاغ واحداً من اقطابها، وقال الجعفري ان نشر تقرير اللجنة في هذا الوقت بالذات يعزز التصريحات الاخيرة لاياد علاوي التي وصف فيها انتهاكات حقوق الانسان في عهد الحكومة الحالية بأنها فاقت الانتهاكات في زمن صدام حسين.
وتقول مصادر كردية في اربيل ان شاويس الذي ذهب الي مقر مسعود بازراني في قرية (صلاح الدين) للاجتماع به، سيعود الي بغداد نهاية الاسبوع الحالي، بعد ان تلقي توجيهات من بارزاني بضرورة اعلان نتائج التحقيق مهما كلف الامر حتي لا يقال ان قيادياً في حزب بازراني رأس اللجنة تواطأ باخفاء تقرير او ارجاء اعلانه الي وقت آخر لا يمكن التكهن بطبيعته وظروفه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق